طلاء أحمر على كاتدرائية ساغرادا فاميليا.. صرخة من أجل العدالة المناخية

طلاء أحمر على كاتدرائية ساغرادا فاميليا.. صرخة من أجل العدالة المناخية
كاتدرائية ساغرادا فاميليا

في قلب برشلونة، حيث ترتفع أعمدة كاتدرائية ساغرادا فاميليا رمزاً معمارياً وسياحياً عالمياً، دوّى صباح اليوم الأحد، مشهد مختلف.. طلاء أحمر على الواجهة الشهيرة، وصرخات ناشطتين بيئيتين تهتفان: "العدالة المناخية!".

الاحتجاج، الذي نفذته منظمة "فوتورو فيخيتال"، لم يكن مجرد عمل صادم يستهدف معلماً سياحياً، بل رسالة احتجاجية قوية على ما وصفته الناشطتان بـ "تقاعس الحكومة الإسبانية" في مواجهة أزمة المناخ، والتي يربطها دعاة البيئة مباشرة بحرائق الغابات الأخيرة، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.

تُعدّ ساغرادا فاميليا، من تصميم المعماري الشهير أنطوني غاودي، واحدة من أبرز معالم إسبانيا وأكثرها جذباً للسياح. لكن هذه المرة، لم تكن الأضواء مسلطة على جمالها، بل على لون أحمر رمزي غطّى جزءاً من أعمدتها، ليحاكي الدماء أو لهيب الحرائق التي التهمت أكثر من 350 ألف هكتار من الغابات الإسبانية هذا الصيف، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.

صرخة ضد الصمت الحكومي

قالت المنظمة، في بيانها: "نحتج على غياب التدابير الحكومية الجادة لمعالجة الأزمة المناخية، التي فاقمت الكوارث البيئية وعلى رأسها الحرائق الأخيرة في إسبانيا وأوروبا".

الناشطتان، اللتان اعتُقلتا مباشرة بعد رش الطلاء من قبل عناصر الأمن، أرادتا إيصال رسالة بأن الأزمة لم تعد نظرية، بل تترجم يومياً في أرواح تُزهق وأراضٍ تتحول إلى رماد.

ووصفت الحكومة الإسبانية حرائق أغسطس بأنها "من أكبر الكوارث البيئية" التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، وربطت حجمها مباشرة بتغير المناخ. 

لكن بالنسبة إلى منظمات مثل "فوتورو فيخيتال"، الاعتراف وحده لا يكفي، إذ ترى أن السياسات المناخية الإسبانية ما زالت قاصرة عن مواجهة حجم التحدي.

جدل الاحتجاجات الرمزية

ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها المنظمة إلى احتجاجات صادمة، ففي 2022، ألصق ناشطون من المجموعة أيديهم على إطارات لوحات للفنان الإسباني فرانسيسكو دي غويا في متحف برادو بمدريد، ما أثار جدلاً واسعاً بين من يعتبر هذه التحركات أعمال تخريب، ومن يراها أفعال مقاومة مدنية غير عنيفة هدفها لفت الأنظار إلى خطر وجودي.

وبينما يُناقش الإسبان مشروعية هذه الأفعال وحدودها، يبقى الجوهر كما تلخصه الناشطتان.. أزمة مناخية تهدد المستقبل القريب. وإذا كانت كاتدرائية ساغرادا فاميليا قد تعرضت لطلاء يمكن تنظيفه، فإن غابات بأكملها تحولت إلى رماد لا رجعة فيه.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية